≡ بين الجسم الممتلئ والنحيف: تعرَّف إلى فسيولوجيا تفضيلات الرجال 》 Her Beauty

بين الجسم الممتلئ والنحيف: تعرَّف إلى فسيولوجيا تفضيلات الرجال

Advertisements

هل تعلم أن انجذاب الرجال نحو النساء يُعد موضوعًا آسرًا ومتعدِّد الأوجه؟ ويمكن القول إن جاذبية الرجال والنساء تجاه بعضهم البعض تتشكَّل من خلال تفاعل معقَّد بين البيولوجيا، والثقافة، والتجربة الفردية. وعلى الرغم من أن معايير الجمال تغيَّرت على مرِّ الزمان، فإن السمة المتكرِّرة في العديد من المجتمعات هي تفضيل الرجال الواضح للنساء ذوات القوام الممتلئ على النساء الأكثر رشاقة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التفضيل ليس مجرَّد اتجاه عابر، بل من الواضح للغاية أنه متجذِّر في مزيج من الضرورات التطورية، والارتباطات النفسية، والروايات الثقافية التي لطالما احتفت بالشكل الممتلئ للمرأة. وحتى في اللوحات الفنية الشهيرة، تظهر الكثير من النساء الممتلئات وهنَّ في كامل جمالهن الأنثوي. وإليك من خلال هذا المقال سبب تفضيل الرجال للمرأة المليئة بالمنحنيات.

المرأة الممتلئة من منظور تطوُّري

من منظور تطوُّري، يمكن إرجاع سبب تفضيل الرجل للمرأة الممتلئة صاحبة المنحنيات إلى الغرائز البدائية المرتبطة بالخصوبة والصحة. ويمكن القول إن شكل جسم المرأة في الأزمان البعيدة كان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعمليات البيولوجية.
فعلى سبيل المثال، كانت نسبة الخصر إلى الورك تُعد مؤشرًا قويًا على قدرة المرأة الإنجابية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن القوام الممتلئ غالبًا ما يدل على مستويات مثالية من هرمون الإستروجين، وجهاز تناسلي صحي، والقدرة على الإنجاب بنجاح. ولهذا ينجذب الرجال لا شعوريًا إلى هذه الإشارات والعلامات البصرية، لأنها تُمثِّل ميزة بيولوجية لاستمرار النوع البشري والحفاظ عليه من الانقراض. ويلعب هذا الإدراك العميق، الذي يكاد يكون غريزيًا، دورًا هامًا في شرارة الانجذاب الأولية بين الرجل والمرأة.

View this post on Instagram

A post shared by Nadia Aboulhosn (@nadiaaboulhosn)

Loading...

المرأة ذات القوام الممتلئ من الناحية النفسية

إلى جانب العوامل البيولوجية والتطوُّرية، تُسهم العوامل النفسية أيضًا في تفضيل الرجال للنساء الممتلئات؛ إذ غالبًا ما تثير منحنيات المرأة ذات القوام الممتلئ شعورًا بالنعومة، والدفء، والرعاية، وهي صفات غالبًا ما ترتبط بالأنوثة والراحة.
وبما أننا نعيش في عالم غالبًا ما يبدو قاسيًا أو حادًا ومليئًا بالصعاب والتحديات اليومية التي لا تنتهي، تُقدِّم الانحناءات الرقيقة للجسم الأكثر امتلاءً وعدًا لا شعوريًا بالراحة والألفة.
وهذا لا يعني أن النساء النحيفات يفتقرن إلى هذه الصفات، بل إن اللغة البصرية للامتلاء تُثير هذه الارتباطات المريحة بسهولة أكبر.
علاوة على ذلك، فإن القوام الممتلئ لجسم المرأة أكثر جاذبية للعين، وذلك لأنه يُقدِّم مشهدًا أكثر ثراءً وتنوعًا للتقدير مقارنةً بالشكل الأكثر تناسقًا وخطيَّة.
فعلى سبيل المثال، هناك العديد من الرجال الذين يُفضِّلون الصدور الكبيرة، والنساء ذوات القوام الممتلئ لديهن صدور أكبر، كما أن لديهن مؤخرة أكبر.
ومن الناحية النفسية، يحب الرجال النساء ذوات القوام الممتلئ لأنهن يتناولن الطعام معهم، ودائمًا ما يكون تناول الطعام مع شخص ما أكثر راحة من أن يجلس شخص ما ويراقبك وأنت تأكل.

المرأة الممتلئة في الثقافة العالمية واللوحات الفنية

ثقافيًا، كان الاحتفاء بالمرأة الممتلئة منتشرًا عبر مختلف العصور والحركات الفنية، بداية من آلهة الفن القديم إلى روائع عصر النهضة، وأيقونات منتصف القرن العشرين. فعلى مرِّ العصور والسنوات، تم تجسيد الشكل الأنثوي الممتلئ وتبجيله.
وهذه السرديَّات الثقافية، المُضمَّنة في الفن، والإعلام، والأعراف المجتمعية، تعزِّز بشكل خفي، وأحيانًا على نحو غير خفي، فكرة أن منحنيات المرأة مرادفة للجمال، والإثارة، والجاذبية.
وبينما تدفع وسائل الإعلام الحديثة غالبًا نحو نموذج مثالي للرشاقة، فإن التقدير التاريخي والفني الكامن للجسم الممتلئ لا يزال يتردَّد صداه، ممَّا يؤثر على التفضيلات الجماعية.

في نهاية المطاف، يجب القول إن تفضيل بعض الرجال للجسم الممتلئ لا يقلِّل من جمال أنواع الجسم الأخرى؛ فالأذواق الفردية متنوِّعة، والانجذاب عملية شخصية للغاية. ومع ذلك، فإن الخيط الثابت لتفضيل المنحنيات بين العديد من الرجال يشير إلى مزيج قوي من البرمجة التطورية، والأسباب النفسية، والعوامل الثقافية، ممَّا يجعل جاذبية المرأة الممتلئة مترسِّخة داخل الوجدان البشري.

Advertisements