إنه جدلٌ أبدي، صراعٌ محتدم يُدار في الكثير من ثقافات العالم، جيلًا بعد جيل. فهل سألت نفسك من قبل: أيّهما أكثر نجاحًا؟ الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة، ولهذا دعونا نتخلّص من النظرة السطحية والمتفائلة، ونُلقي نظرة على بعض الحقائق من خلال هذا المقال.
الزواج التقليدي أو الزواج المدبّر
الزواج المدبّر أو التقليدي يحدث عندما يختار والداك أو أفراد عائلتك شريك حياتك بناءً على عدّة عوامل؛ مثل الخلفية العائلية، والتعليم، والمهنة، والاهتمامات. وعادةً ما يلتقي العروسان المحتملان بضع مرّات قبل الزفاف، لكنهما لا يتواعدان أو يخوضان علاقة غرامية طويلة.
من أهم إيجابيات هذا الزواج:
- لدى عائلتك خبرة حياتية أكبر وتريد الأفضل لك، كما أنهم يُراعون عوامل مهمّة قد تغفل عنها عندما تقع في الحب.
- هناك دعم عائلي عميق ومشاركة في كلّ الخطوات منذ البداية.
- تُشجّع التوقّعات الثقافية والعائلية على إنجاح الزواج.
وعلى الرغم من هذه الإيجابيات، فإن الزواج التقليدي يحمل بعض السلبيات مثل:
- قد تشعر أنّه ليس لديك رأي يُذكر في أحد أهمّ قرارات حياتك.
- قد يكون من الصعب بناء الحب والألفة مع شخص بالكاد تعرفه.
- قد يكون هناك ضغط لقبول الشريك الذي تختاره عائلتك، حتى لو كانت لديك شكوك.
الزواج عن حب
في زواج الحب، تجد شريك حياتك بمفردك من خلال المواعدة، والوقوع في الحب، واتخاذ قرار مشترك بالزواج. تتودّد، وتخطب، ثم تحتفل بالزفاف.
ويَحمل الزواج عن حب عدّة إيجابيات مثل:
- تتزوج من تحبّه حقًا وتتواصل معه.
- تشعر بالسيطرة الكاملة على مصيرك وخيارات حياتك.
- ربما تكون أكثر حميمية مع شخص تشعر معه بالتناغم.
وأما بالنسبة للزواج عن حب، فإنه أيضًا يحمل بعض السلبيات، منها على سبيل المثال:
- قد لا توافق عائلتك أو تدعم هذا التوافق.
- هناك خطر أكبر للطلاق إذا أدركت بعد الزواج أن لديك قواسم مشتركة أقلّ ممّا كنت تعتقد.
- قد تواجه تحديات في دمج خلفيات عائلية وثقافية تجاهلتها عندما كنت في الحب.
الاختلافات الرئيسية بين نتائج الزواج التقليدي مقابل زواج الحب
عندما يتعلّق الأمر بالزواج، فإن المسار الذي تختاره — سواء زواجًا تقليديًا أو زواج حب — يمكن أن يؤثّر بشكل كبير على علاقتك؛ دعونا نلقي نظرة على بعض الاختلافات الرئيسية في نتائج كلّ نوع من أنواع الزواج:
التوافق
في الزيجات التقليدية، يتم التركيز على التوافق وأهداف الحياة المشتركة، وتأخذ العائلات في الاعتبار عوامل مثل: الدين، والثقافة، والتعليم، والمهنة، والوضع الاجتماعي والاقتصادي عند اختيار الزوجين. غالبًا ما يؤدّي هذا إلى زيجات يتشارك فيها الشريكان الكثير من القواسم المشتركة ورؤى متشابهة للمستقبل. ومع ذلك، قد يستغرق تطوّر الشغف والرابط العاطفي العميق وقتًا.
الألفة العاطفية
في زيجات الحب، تكون الألفة العاطفية والانجذاب موجودين بالفعل، حيث يدخل الشريكان في علاقة قوية وصداقة راسخة. ومع ذلك، قد لا تتم مناقشة أو دراسة الاختلافات في الخلفيات والقيم وأهداف الحياة — التي تضعها العائلات في الزيجات التقليدية — بشكل كامل قبل الزواج، وهذا قد يؤدّي إلى تحديات لاحقًا.
معدّل النجاح
على المدى الطويل، يمكن أن يكون كلا النوعين من الزواج ناجحًا أو فاشلًا بنفس القدر. يتطلّب بناء علاقة دائمة، بغضّ النظر عن كيفية بداية الزواج، التنازل، والتواصل، والتفاهم المتبادل، وبذل الجهد. فبينما قد يتلاشى الشغف مع مرور الوقت، فإن الصداقة والشراكة اللتين تشكّلان جوهر العلاقة يمكن أن تدوما. يعتمد المسار المناسب لك على أولوياتك وقيمك، وما تريده في شريك حياتك.
تحدّث مع الآخرين في الزيجات طويلة الأمد، وتعلّم من تجاربهم، وحدّد العوامل الأكثر أهمية لسعادتك وتحقيق ذاتك. فالاختيار بين الزواج التقليدي أو الزواج عن حب هو أمر شخصي للغاية، استمع إلى حدسك، وكن منفتحًا على أيّ من الخيارين، واتخذ القرار الذي سيؤدّي إلى اتحاد أكثر معنىً لك.
