في شهر مارس من عام 2020 قامت فتاة بنشر مقطع فيديو لها عبر تطبيق تيك توك قالت من خلاله “سوف تصبحين غنية، من أعجبك سيقوم بالتواصل معك، وحبيبك السابق لن يجد من هو أفضل منكِ أبدًا” هذه الفتاة لم تكن تتحدث إلى متابعيها ولكنها كانت توجه رسالة إلى نفسها، وما تقوم به هو خلق حالة من “التخيل” بمعنى أن تحدد هدفًا لنفسها وتتخيل أنها قد حققته بالفعل.
وحتى يومنا هذا ما زالت هذه الفتاة تتلقى تعليقات حول الفيديو الخاص بها، فما هي فيديوهات Manifesting التي حققت ملايين المشاهدات على تيك توك وهل هي حقيقة بالفعل؟ هل يمكن على سبيل المثال الحصول على بشرة صافية فقط عن طريق التخيل؟
الفكرة انبثقت بالأساس من كتاب “السر”
خلال عام 2006 صدر كتاب المساعدة الذاتية “السر” للمؤلفة ومنتجة التلفزيون الأسترالية روندا بايرن، الذي ترتكز فكرته على قانون الجذب وهو قانون مشهور على مستوى العالم يخبرنا بأن قوة أفكار المرء لها جاذبية كبرى، ولذلك كلما فكرت بشكل إيجابي جذبت لك الأمور الإيجابية وحين تفكر بشكل سلبي ستجذب إليك الأفكار السلبية، وتقول المؤلفة في طيات كتابها أن هذا القانون غير حياة العديد من الناس.
وتبسط روندا بايرن فكرتها قائلة بأن أفكار الإنسان أشبه بمحطات البث ولهذا إذا أراد الإنسان أن يغير أي شيء في حياته عليه أن يقوم بتغيير تردد أفكاره، إذا أراد أن يصبح غني على سبيل المثال عليه أن يخبر نفسه أولًا ويؤمن داخله بأنه غني وفي هذا الوقت ستنهمر عليه الأموال- وفقًا لمؤلفة كتاب السر الذي حقق نجاحًا ساحقًا حيث بيعت منه أكثر من 20 مليون نسخة وتُرجم إلى 44 لغة.
هاشتاغ Manifesting يحقق ملايين المشاهدات على تيك توك
جذب مفهوم التخيل أو قانون الجذب جمهورًا عريضًا وخاصة على منصة تيك توك حيث حقق هاشتاغ Manifesting أكثر من 4 مليار مشاهدة، حيث نشر أحدهم فيديو بعنوان “كيف تحصل على والدين غير صارمين عن طريق التخيل؟” فيما ذكرت إحدى الفتيات أنها حصلت على حامل تلفون عن طريق التخيل، ونشرت أخرى فيديو قائلة بأنها “حصلت على بشرة صافية عن طريق التخيل أيضًا، فهل هذا ممكن بالفعل؟
هاشتاغ #ManifestingClearSkin على تيك توك
حقق هاشتاغ #ManifestingClearSkin ملايين المشاهدات على تيك توك حيث شاركت الكثير من الفتيات أنهن حصلن على بشرة صافية بمجرد التخيل، فهل هذا ممكن بالفعل؟ تشرح إحدى طبيبات الجلدية على انستجرام أن هذا ممكن أن يحدث في حالة واحدة فقط أن هؤلاء الفتيات تخلين عن القلق والإرهاق والتفكير المفرط بشأن بشرتهن وبالتالي تتحسن البشرة جراء الهدوء والاسترخاء وعدم القلق والتوتر ليس إلا.
الدكتورة ماري رينولدز – مؤسسة ماري رينولدز لندن وخبيرة في العناية بالبشرة ذكرت أيضًا أن المشاعر السلبية يمكن أن تضر بالبشرة، كما أن الإجهاد يرفع مستويات الكورتيزول في الجسم مما يؤدي إلى زيادة إفراز الزيوت وهذه تحديدًا هي البيئة المثالية لانتشار البكتيريا والتسبب في حساسية الجلد.
ومع ذلك رغم تأكيد فتيات التيك توك وبعض أطباء الجلد إلا أن الأمر برمته ليس صحيحًا على الدوام، فمثلًا إذا كنت تعاني من حالة طبية مثل حب الشباب أو الإكزيما فلن يعالجها التفكير الإيجابي وهناك عوامل أخرى يجب التفكير فيها، مثل الهرمونات وعلم الوراثة والنظام الغذائي، ولهذا فالكثير من الحالات يلزمها التدخل الطبي.
مفهوم الإيجابية السامة
ناهيك عن هذا وذاك علينا جميعًا أن نعرف أن هناك مفهوم منتشر حديثًا يمكن أن يرد على فكرة قانون الجذب، هذا المفهوم هو الإيجابية السامة والذي يعني احتفاظ المرء بعقلية إيجابية على الرغم من صعوبة الموقف والظروف، ومشكلة الإيجابية السامة أنها إدارة عاطفية مختلة للأمور وذلك بسبب عدم الاعتراف نهائيًا بالمشاعر السلبية؛ حيث أننا بشر قد تنتابنا أحيانًا مشاعر سلبية.
