قد يكون الناس على دراية بالمرأة المسلمة الملهمة الحديثة فهناك الكثير من النساء المسلمات اللاتي حاولن جعل العالم مكان أفضل وذلك من خلال مساهماتهن البارزة في السياسة والعلوم والفنون والرياضة؛ وفيما يتعلق بالقيادات النسائية المسلمة لدينا بينظير بوتو أول امرأة في باكستان تقود حزبًا سياسيًا وأول رئيسة وزراء لباكستان، لدينا أيضًا حليمة يعقوب أول رئيسة لسنغافورة، وميجاواتي سوكارنوبوتري أول رئيسة لإندونيسيا.
ولا يمكن أن ننسى النساء المسلمات الرياضيات اللاتي يصنعن التاريخ من خلال عملهن الجاد وتصميمهن ومثابرتهن، مثل أريس سوسانتي راهايو، متسلقة السرعة من إندونيسيا؛ سارة عطار، رياضية سباقات المضمار والميدان من المملكة العربية السعودية؛ وستيفاني كورلو من أستراليا كأول راقصة باليه محجبة في العالم.
وفي عهد النبي محمد كان للعديد من النساء في الفترة الإسلامية المبكرة أهمية كبيرة في مجالات قيادية مختلفة، وفيما يلي نبذة مختصرة عن بعض هؤلاء النساء – أكثر النساء إلهامًا في التاريخ الإسلامي بتضحياتهن وحبهن وإيمانهن وإخلاصهن وذكائهن، وكان لهن إسهام كبير في تراث الإسلام.
خديجة بنت خويلد
ولدت خديجة بنت خويلد عام 555 م، وكانت الزوجة الأولى للنبي محمد ﷺ، وأول امرأة مؤمنة في الإسلام، والمعروفة أيضًا باسم “أم المؤمنين” وعادة ما تُذكر خديجة في قصص التراث الإسلامي باعتبارها امرأة قوية ومستقلة، إذ ولدت لتاجر ناجح وورثت مهارات والدها في وقت كان يهيمن فيه الذكور على كل مناحي الحياة.
وبعد وفاة والدها، تولت إدارة الأعمال وتداولت البضائع من خلال مراكز التجارة الأولية في ذلك الوقت، ووفقا للفيلم الوثائقي حياة محمد، فقد عرفت خديجة بكسر الصور النمطية في ذلك العصر قبل 1400 عام، لأنها هي التي تقدمت لخطبة النبي، ولا تزال حتى الآن واحدة من أقوى الشخصيات وأكثرها إلهامًا في التاريخ الإسلامي.
عائشة بنت أبي بكر
تُعتبر عائشة أصغر زوجات النبي محمد ﷺ وكانت باحثة في علم الحديث، كما لعبت دورًا رئيسيًا في السياسة في عصرها حيث قادت عائشة جيشًا ضد الخليفة الرابع علي بن أبي طالب في معركة الجمل عام 656 م، وبعد خسارتها لهذه المعركة تراجعت عن مجال السياسة وقررت الاعتكاف على طلب العلم ونشره؛ حيث بدأت في رواية الأحاديث ونشر الكلمة الإسلامية، ومن المعروف أن عائشة روت 2210 حديثًا في مواضيع مختلفة بما في ذلك الميراث والحج.
سمية بنت خياط
تظل سمية واحدة من أكثر الأمثلة مأساوية وإلهامًا للنساء القويات في التاريخ الإسلامي؛ حيث تُعرف بأنها أول شهيدة في الإسلام، وكانت من أوائل المسلمين الذين تحدوا زعماء قريش علانية في ذلك الوقت، كما أنها ولدت عبدة ثم حُررت في وقت لاحق من حياتها، تزوجت سمية من “ياسر بن أمير” وكانت من أوائل العائلات التي اعتنقت الإسلام، بعد ذلك تعرضت للاختطاف من قبل قبائل قريش التي عذبت سمية وأجبرتها على التخلي عن إسلامها، ولكنها رفضت التراجع في مواجهة الطغيان والظلم، ولم ترغب في التنصل من إيمانها بالإسلام، وبسبب إخلاصها قُتلت على يد زعيم قريش أبو جهل.
نسيبة بنت كعب
كانت نسيبة بنت كعب المازنية من النساء اللاتي أسلمن في بداية الدعوة، وفي داخلها كانت تؤمن أن المرأة عليها نفس واجب الدفاع عن الدين الجديد مثل الرجل، وقد اكتسبت نسيبة شهرة باعتبارها أبرز امرأة شاركت في غزوة أحد، إلا أن مشاركتها في المعارك لم تنته بتلك المعركة إذ كانت حاضرة في عدد من أهم الأحداث السياسية في تلك الفترة منها صلح العقبة والحديبية ومعركتي خيبر وحنين، وقد حظيت باحترام أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب الذي كان يشيد باستمرار بنضالها وشجاعتها، وتحت قيادة أبو بكر قاتلت نسيبة ببراعة في معركة اليمامة وأصيبت بجروح متعددة وفقدت يدها أيضًا!
خولة بنت الأزور
خولة هي ابنة أحد زعماء قبيلة بني أسد، وكانت عائلتها من أوائل العائلات التي اعتنقت الإسلام، وقد قام والدها بتدريبها على جميع فنون المبارزة وأصبحت فارسة مثالية، ولهذا وُصفت بأنها واحدة من أعظم المحاربات في التاريخ؛ حيث شبهها خصومها في ساحة المعركة ذات مرة بخالد بن الوليد، وأصبحت أسطورة في حياتها، ولا تزال أسطورة حتى يومنا هذا، لقد كانت قدوة للرجال والنساء وأثبتت أنه ينبغي على المرء أن يقاتل من أجل ما يؤمن به.