الزعفران هو إحدى النباتات المشتقة من عائلة النباتات القزحية، ويتمتع بتاريخ غني وله العديد من الاستخدامات؛ بدءًا من المأكولات الشهية إلى الاستعمالات العلاجية، ويشتهر الزعفران بلونه الأصفر النابض بالحياة، ونكهته المميزة ورائحته العطرية، وعلى مر السنين والأيام اكتسب مكانة فريدة في عالم الطهي والصحة والجمال، إذ عُرف بتأثيره المميز في تحسين مذاق الأطباق الشهية، وإعداد الأدوية العشبية وحتى الدخول بقوة في منتجات مستحضرات التجميل للعناية بالبشرة، وعلى الرغم من أهمية الزعفران إلا إن له الكثير من الآثار الجانبية؛ في هذا المقال سنتعرف معًا على بعضها.
الغثيان ومشاكل الجهاز الهضمي
عادة ما تظهر الآثار الجانبية الشائعة للزعفران عند تناوله بشكل مفرط، وذلك عندما تتجاوز الجرعة اليومية الموصى بها والتي تبلغ حوالي 1.5 جرام، ويعد الوعي بهذه التأثيرات أمرًا بالغ الأهمية لضمان الاستخدام الآمن والمفيد، ومن أهم الآثار الجانبية التي يسببها هذا النبات، الغثيان ومشاكل الجهاز الهضمي؛ بما في ذلك الإسهال وتشنجات المعدة، وغالبًا ما تكون هذه الأعراض استجابة الجسم لجرعة زائدة من التوابل.
الصداع والدوار
تناول كميات كبيرة من الزعفران يمكن أن يؤدي إلى الصداع أو الدوخة للبعض، ويرجع ذلك -على الأرجح- إلى مركبات الزعفران التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى آثار جانبية مثل الصداع، والدوخة، وحتى القلق أو تقلب المزاج، ويرجع ذلك إلى تأثير المركبات النشطة الموجودة داخله على كيمياء الدماغ.
التوتر وتغيرات الحالة المزاجية
يحتوي الزعفران على مواد كيميائية ذات تأثير نفسي يمكن أن تؤثر على الحالة المزاجية، وفي حين أنه يستخدم غالبًا لتحسين الحالة المزاجية وعلاج الاكتئاب الخفيف، إلا أنه في الجرعات الكبيرة يمكن أن يسبب التوتر أو القلق.
اضطرابات النوم
الإفراط في استهلاك الزعفران يمكن أن يتداخل مع أنماط النوم، مما يسبب النعاس أو الأرق، ويرجع هذا التأثير إلى تعديل الناقلات العصبية في الدماغ عن طريق المركبات الموجودة في الزعفران.
جفاف الفم
من الآثار الجانبية الأقل شيوعًا للزعفران هو جفاف الفم، حيث يمكن أن تؤثر مكوناته على إنتاج اللعاب، مما يؤدي إلى الشعور بجفاف الفم.
ردود الفعل التحسسية
على الرغم من ندرتها، فقد يكون لدى بعض الأفراد حساسية تجاه حبوب اللقاح الموجودة في الزعفران، ويمكن أن تظهر ردود الفعل التحسسية على شكل طفح جلدي أو حكة أو تورم، خاصة بالنسبة لمن يعانون من حساسية النباتات الأخرى في عائلة القزحية، ولهذا يجب على الأفراد المعرضين للحساسية، وخاصة تلك المتعلقة بالنباتات والأعشاب، إجراء اختبار الحساسية قبل استخدام المنتجات التي تحتوي على الزعفران على مناطق الجلد.
ظهور حب الشباب والبثور
في بعض الحالات، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من البشرة الدهنية أو المعرضة لحب الشباب، يمكن أن يؤدي الزعفران إلى تفاقم مشاكل حب الشباب، وقد تسد التوابل المسام أو تؤدي إلى الإفراط في إنتاج الزيت، مما يؤدي إلى ظهور البثور.
تهيج العين
عند وضع الزعفران بالقرب من العينين، كما هو الحال في أقنعة أو كريمات الوجه محلية الصنع، هناك خطر تهيج العين، إذ يمكن أن تسبب جزيئات الزعفران عدم الراحة أو الاحمرار أو حتى اضطرابات مؤقتة في الرؤية إذا لامست العينين.
التفاعلات مع الأدوية
يمكن أن تتفاعل مكملات الزعفران مع بعض الأدوية، مثل مميعات الدم، وأدوية ضغط الدم، ومضادات الاكتئاب، وهذا التفاعل يمكن أن يعزز أو يقلل من آثار هذه الأدوية، مما يؤدي إلى مخاطر صحية.
التأثير على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب
يمكن لمستخلصات الزعفران خفض ضغط الدم والتأثير على معدل ضربات القلب، وفي حين أن هذا قد يكون مفيدًا في بعض الحالات، إلا أنه قد يشكل مخاطر بالنسبة للأفراد الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الموجودة مسبقًا أو أولئك الذين يتناولون الأدوية ذات الصلة.
تحفيز الجهاز العصبي المركزي
يحتوي الزعفران على مركبات نشطة يمكنها تحفيز الجهاز العصبي المركزي، وفي حين أن هذا الأمر يمكن أن يفيد الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من خلال تحسين التركيز والوظيفة الإدراكية، إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى الإفراط في التحفيز، مما يؤدي إلى الأرق أو اضطرابات النوم، خاصة عند استخدامه بجرعات عالية.
تليف الكبد
تناول الزعفران بكميات مفرطة يمكن أن يؤدي إلى تسمم أو تليف الكبد، تشمل أعراضه اصفرار الجلد والعينين، وآلام البطن، وارتفاع إنزيمات الكبد.